"
next
Read Book التربه الحسينيه
Book Information


Favoured:
0

Download Book


Visit Home Page Book

التربة الحسينية

اشارة

نويسنده : عبدالرضا الزبيدي

ناشر : عبدالرضا الزبيدي

الخلاصة

انت البشرية في كل ّ زمان ٍ ومكان ٍ تقدِّس المَواطن التي تسكنها،و تدافع عنها، و تعتبر التراب الذي تضحّي من أجله مقدّساً، وقدكنّي رسول الله (ص) علياً بأبي تراب؛ لقداسة التراب و شرفه وعظيم خيراته.واتخذ قداسة التراب منحي آخر بسقوط الحسين (ع) شهيداً مضرّجاً بدمه علي أرض كربلاء، فأصبح هذا التراب الطاهر رمزاً للحياة الحرّة الكريمة، و محرّكاً قويّاً لدماء أبناء الإسلام من أجل الدفاع عن دينهم، ثم صار شفاءً للمؤمنين وأمناً و نجاة ً لهم من أي ِّ مكروه، وفي ذلك روايات عديدة نعرضها لاحقاً.وصارت التربة الحسينة مركز سجود جبهة المؤمنين من أتباع أهل البيت (ع) بدل التراب العادي أو بدائله ممّا سمح به الشارع المقدَّس؛لتبقي ذكري شهادة الإمام الحسين (ع) باقية ً في كل ِّ وقت ٍ تهيّج المشاعر إن اعتدي علي الدين أحد، أو حاول مَن حاول إفراغ الإسلام من محتواه الحقيقي.

المقدمة

كانت الارض ولا زالت مركز الحياة البشرية منذ أن هبط آدم (ع) و حوّاء عليها، وتكاثر نسلهما، فأصبحوا شعوباً و قبائل َ بعد ذاك،فاستعمرت ونمت علي سطحها الحضارات و المدنيات علي مرِّ التاريخ البشري.إن ّ لذرّات التراب المكوِّن لهذه الارض قداسة ً خاصة، فآدم (ع) خُلق من طينه، و نُفخ فيه بإذن الله تعالي، فكان البشر بآدميته التي نراها.إن ّ الارض التي دحاها الله تعالي هي أُم ّ الخير و الرزق و الطعام، و قد وهبها الله تعالي طبيعة الحياة في هذا الكون الرحب، وحدّد السنن الكونية التي تجري علي كل ّ من جلس وجري، فمن استنصح وعقل فقد فازباستثمار مواردها، و هني ء العيش له بأمن ٍ و اطمئنان، وعكس ذلك كان خراب الديار.فأرسل الله تعالي الرسل والانبياء (ع) مبشرين و منذرين، و خاتمهم نبينا محمد (ص) الذي قال: «جُعلت لي الارض ُ مسجداً و طَهوراً».فالحديث عن الارض طويل ومتشعِّب؛

1 to 13